تنتمي خديجة (عليها السلام) الی أسرة عريقة لها مکانة وشرف ومواقف ممدوحة في حماية الکعبة وتعظيم الله ونصرة المظلومين.
فأبوها خويلد کان في طليعة الذين تصدوا لملک اليمن (تبّع) عندما جاء الی مکة بهدف نقل الحجر الأسود الی اليمن فمنعوه من ذلک.
وجدها أسد کان من مؤسسي حلف الفضول الذين تعاهدوا علی أن لا يجدوا بمکة مظلوماً من أهلها أو غيرهم إلا نصروه علی من ظلمه حتی ترد مظلمته.
وقد کرّم الله وجه مولاتنا خديجة من السجود لصنم وطهرها من الشرک فقد کانت وآباؤها من الموحدين الأحناف والمسلمين علی ملة أبيهم ابراهيم الخليل علی نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام.
وقد سادت مولاتنا خديجة الکبری نساء عصرها بما عرفت به من علم ومعرفة وأدب وحکمة وطهر وعفة وورع عن فعال الجاهلية حتی قبل الأسلام، قال الزبير بن بکار ضمن حديثه عنها: وکانت تدعی في الجاهلية الطاهرة، وجاء في کتاب إسعاف الراغبين وکانت تدعی سيدة قريش.
وقد ذکر المحققون من المؤرخين أنها ولکريم خصالها ومحاسن أفعالها تقدم لخطبتها أشراف قريش ووجهائها لکنها کانت ترفض الزواج من أي منهم لأنها کانت موعودة في رؤيا إلهية صادقة بأن تکون زوجة خاتم الأنبياء (صلی الله عليه وآله) ووعائه لإبنته أم الأئمة الصديقة الکبری فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).
ولذلک صرح المحققون من العلماء أنها لم تتزوج أحداً قبل رسول الله (صلی الله عليه وآله) وما ذکره المؤرخون من زواجها قبله فهو من مفتريات بني أمية أشاعوها للإساءه إليها وإفتعال مناقب موهومة لبعض زوجاته (صلی الله عليه وآله).
والمطالع لما روته المصادر المعتبرة بشأن کيفية إقتران سيدتنا خديجة الطاهرة بخاتم الأنبياء (صلی الله عليه وآله) يری جميل الصنع والتدبير الإلهي في إقتران هذين النورين تمهيداً لتشکيل البيت الأول في الإسلام وتکامل عناصر قيام هذا الدين الإلهي ببرکة من فيه.
لقد نذرت سيدتنا الطاهرة کل وجودها لنبي الرحمة وسخرت له ثروتها الکبيرة التي حباها الله بها من الرزق الحلال، وخدمته بکل طاقاتها، فکانت الأمة الصالحة المطيعة لله ورسوله المتفانية في خدمة رسول الله وإعانته في إيصال الهدی الإلهي للعالمين ومواساته في الأذی الذي تحمله من قومه.
وبذلک کانت لها المنزلة الرفيعة عند الله عزوجل بحيث يخصها بسلامه وتحياته ورحماته. ورد في صحيح الروايات أن رسول الله (صلی الله عليه وآله) قال لها: يا خديجة، هذا جبرئيل يخبرني أن الله عزوجل أرسله إليک بالسلام.
فقالت خديجة: الله السلام ولله السلام وعلی جبرئيل السلام.
فقال جبرئيل: ورحمة الله وبرکاته عليها.
وقد ثبت في صحاح الأخبار أنها (سلام الله عليها) أفضل زوجاته وأحبهن إليه وسيدة نساء زمانها وهي أفضل نساء العالمين بعد إبنتها الصديقة الکبری فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).
منقول